للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خمس، رحمة منه ولطفا بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها، ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، ثم خرج من بيت المقدس، فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة ". ثم قال ابن كثير: " والأكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناما، ولا ينكرون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء قبل ذلك مناما، ثم رآه بعده يقظة، لأنه كان عليه السلام لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ". انتهى ما اقتطفناه من كلام ابن كثير، وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء رؤيا منام، ثم رآه رؤية يقظة، يكون الأمر فيه مشابها لبدء نزول الوحي من قبل، فقد كان الملَك جاءه في المنام أولا، ثم جاءه بعد ذلك في اليقظة. وشرح القاضي أبو بكر (ابن العربي) الحكمة في هذا التدرج فقال: " وكانت الحكمة في ذلك أن أراه الله في المنام ما أراه، توطيدا وتثبيتا لنفسه، حتى لا يأتيه الحال فجأة، فتقاسي نفسه الكريمة من ذلك شدة، لعجز القوى الآدمية عن مباشرة الهيئة الملكية ".

واقتصر كتاب الله من قصة الإسراء على بيان وقته، وبيان المكان الذي أسري منه، وبيان الحكمة المقصودة من الإسراء فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

وقوله تعالى: {سُبْحَانَ} علم للتسبيح، ومعناه براءة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>