للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى الإمام البخاري في الصحيح بسنده عن حذيفة قال: نزلت هذه الآية في النفقة (أي في الحض عليها، وعدم قبض اليد عنها).

وروى النسائي وأبو داود والترمذي عن أسلم مولى عمران التجيبي قال: حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه، ومعنا أبو أيوب الأنصاري فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.

وكانت التهلكة هي الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دهن بأرض الروم. قال الترمذي: " هذا الحديث حسن صحيح غريب. وقال الحاكم: هذا الحديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وإذن، فالهلاك الذي هو معنى التهلكة إنما يكون في الواقع إذا اقتصر المسلمون على خدمة مصالحهم المادية، وانهمكوا في ترضية شهواتهم الشخصية، وتركوا حماهم مستباحا دون قوة ولا قدرة على الدفاع عن أنفسهم، فيستولي عليهم العدو دون تعب كبير.

كما أن هلاك المسلمين يكون نتيجة للشح والبخل، على

<<  <  ج: ص:  >  >>