للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}. وهؤلاء هم الذين تعهد لهم الحق سبحانه وتعالى بالإجابة، قال ابن عباس: وكان يجيء آخرون من المؤمنين فيقولون: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأنزل الله: {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، فمدح من يسأله الدنيا والآخرة. قال ابن كثير: " فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هين، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا، وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما أمر النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام ".

وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعمل في دعائه هذه الصيغة الثانية التي أثنى عليها القرآن الكريم. روى الإمام البخاري في كتاب التفسير من صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ".

ولا بد لنا من أن نقف وقفة خاصة عند قوله تعالى في هذا الربع {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>