الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى:{لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى:{غَسَقِ اللَّيْلِ} متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته (ولها ابتداء وانتهاء)، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى:{قُرْآنَ الْفَجْرِ} متناولا لصلاة الصبح. و {الْفَجْرِ} يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} أي بالقرآن الكريم {نَافِلَةً لَكَ} أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما