للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الآيات: ٩، ١٠، ١٦، ١٧، ٢٥].

وأصحاب الكهف الذين وردت قصتهم في مطلع هذه السورة هم مجموعة من الشباب الصالح اعتنقوا الإيمان بالله دينا، والاستقامة سلوكا، والثبات طريقا، وفارقوا الأهل والعشيرة في سبيل الحفاظ على عقيدتهم التي كانت عندهم أعز من كل عزيز، وأحسن وصف ورد في شأنهم هو قول الله تعالى في هذه السورة عنهم: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} [الآيتان: ١٣، ١٤].

وفي بداية هذه السورة امتنان من الله على عباده المومنين، بنزول الكتاب المبين، وتلقين لهم كيف يثنون عليه ويحمدونه، شكرا له على نعمة إنزال القرآن، الذي هو دستور الإسلام وميثاق الإيمان، فقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا}. وقوله {قَيِّمًا} أي مستقيما، راجع إلى الكتاب، فهو في المعنى مقدم، وإن كان في اللفظ مؤخرا، والمعنى المقصود من الآية: -الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما، ولم يجعل له عوجا -وتأخير المقدم وتقديم المؤخر في الذكر أحيانا أمر متعارف في اللسان العربي، والمراد " بنفي العوج " عن القرآن في هذه الآية نفي الاختلاف والتناقض والتعارض عن مبانيه ومعانيه، وإثبات الاستقامة والحكمة والصواب لجميع أحكامه ومراميه.

ويجوز أن يكون قوله تعالى هنا: {قَيِّمًا} بمعنى أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>