- العنصر الأول يتعلق بنومهم في الكهف على صورة جعلتهم عبرة للمعتبرين عبر القرون والأجيال، فقد شاءت حكمة الله أن تبقى أعينهم مفتحة لا تنطبق أجفانها طيلة نومهم الطويل، وأن تتقلب جنوبهم كما يتقلب الأحياء، حتى لا تبقى جنوبهم على وضع واحد فيصيب أجسامهم البلى والتلف، {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ}. وشاءت حكمة الله أن يستقر كلبهم على مدخل الكهف، باسطا ذراعيه، على هيئة أي كلب حي يقوم بالحراسة العادية أمام منزل صاحبه {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} أي بالفناء أو العتبة، وشاءت حكمة الله أن تمر الشمس بكهفهم مر الكرام، فلا تسلط أشعتها القوية على جثثهم الهامدة، لا عند الشروق ولا عند الغروب، وذلك حتى لا يلحقها أي تغيير ولا تلف {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} أي تتنحى عنه وتميل {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} أي تمر بشمال الكهف، مائلة منهم، وشاءت حكمة الله أن يكون نومهم في مكان متسع من الكهف، حتى تبقى جثثهم معرضة للهواء الطلق {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}.
- العنصر الثاني يتعلق ببعثهم من مرقدهم بعد مرور عدة قرون على اعتزالهم في الكهف ونومهم الطويل فيه، فقد شاءت حكمة الله أن يوقظهم ويبعثهم ليروا بأنفسهم غلبة الحق على الباطل، وهزيمة الشرك أمام التوحيد، ولتقوم لهم الحجة على أن الحق الذي آمنوا به هو الذي ظهر وانتصر في مدينتهم وبين