الله عميقة الأثر في الأفراد والجماعات، وقوله تعالى في هذا السياق:{وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}. إشارة إلى أنه سبحانه وتعالى يهيئ لعباده من بينهم من يأخذ بيدهم، ويمهد لهم سبل الصلاح والفلاح، على غرار قوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
ومن المعاني السامية التي يحمل عليها قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ}. الرجل القوي من المسلمين الذي يجاهد في سبيل الله، إذا أراد أن يحمل أثناء جهاده على جيش كبير من العدو، وكان ذلك منه بنية خالصة، طلبا للشهادة، فهذا العمل جائز عند المدققين من علماء الشريعة، وتنطبق عليه هذه الآية تمام الانطباق.
قال أبو بكر (ابن العربي) المعافري: " والصحيح عندي جوازه، لأن فيه أربعة أوجه، الأول طلب الشهادة، الثاني وجود النكاية، أي النكاية في العدو، الثالث تجرئة المسلمين عليهم، الرابع إضعاف نفوس الأعداء، ليروا أن هذا صنع واحد، فما ظنك بالجميع (أي إلقاء الرعب في قلوبهم).
وبهذه الآية استشهد أبو هريرة عندما حمل هشام بن عامر على الصف حتى شقه، فقال أبو هريرة: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ".
وإليها استند عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أرسل جيشا فحاصروا حصنا، فتقدم رجل عليه فقاتل فقتل، فقال