للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} يحتمل وجهين اثنين:

الوجه الأول - أن يكون المراد إدخال الطمأنينة على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهدئة روعه عندما يتأخر عنه الوحي، وذلك حتى لا يستولي عليه القلق، ولا يظن به أعداء الله الظنون، والمعنى حينئذ أنه بالرغم من تأخر الوحي عنك فإن الله لا ينساك، وأنه في كل وقت يرعاك، على غرار قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٣].

الوجه الثاني - أن يكون المراد تنبيه الرسول عليه السلام وعن طريقه تنبيه كافة المؤمنين إلى أن الوحي إذا لم ينزل في بعض الشؤون فإنه لا يتصور في حق الله أن يكون ذلك عن نسيان، وإنما المقصود به الرفق والتيسير والتوسعة على بني الإنسان. روى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرمه فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية أي معفو عنه فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم ينس شيئا " ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}.

وقوله تعالى هنا: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي هل تعلم لله نظيرا وشبيها، ولفظ (سمي) في هذا المقام مأخوذ من (المساماة) لا من الاسم، يقال " ساماه " إذا عالاه وباراه، وتسامى القوم إذا تباروا وتفاخروا، والمراد أنه لا مثل له ولا شبيهة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>