للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: ١٤].

وقوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} إعلان لوحدانية الله المطلقة، ومن لا شريك له في خلقه، لا شريك له في ملكه، والمراد (بالأسماء الحسنى) الأسماء التي تطلق على الحق سبحانه وتعالى، إشارة إلى ذات العلية، أو صفاته الأزلية، أو أفعاله القدسية، والتسمية بها أمر توقيفي لا دليل عليه إلا الشرع، من كتاب أو سنة أو إجماع. قال أبو منصور التميمي البغدادي في كتابه (أصول الدين): " ومن سماه بالقياس صار من القياس في اياس "، وذكر أسماء الله الحسنى في هذا السياق فيه تنبيه لعباده على أن يتوسلوا إليه بهذه الأسماء، حين الابتهال والدعاء، ولا سيما في حالة الاضطرار والالتجاء، طبقا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: ١٨٠]، وقوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: ١١٠] ويقول الرسول عليه السلام فيما رواه أبو هريرة مرفوعا: " إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ". والغرض من هذا الحديث فيما يراه المحققون مجرد الإشارة إلى أن معاني أسماء الله الحسنى بأجمعها مجموعة في هذه الأسماء التسعة والتسعين، لا حصر الأسماء الحسنى كلها في هذا العدد، لورود الشرع بغيرها من الأسماء.

وبعد أن أوجز كتاب الله في صدر هذه السورة الحديث عن الرسالة الإلهية التي تضمنها القرآن الكريم، وبين وجوه عظمة

<<  <  ج: ص:  >  >>