الاختراع، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ}[الأعراف: ١٨٥]. ومن أمثلة هذا النوع: الجمادات التي تحدث فيها الحياة بعد أن لم تكن، فهي شهادة على أن هناك موجدا للحياة ومنعما بها، وهو الله تبارك وتعالى، والأفلاك التي لا تفتر لها حركة ولا يختل لها نظام، فهي ناطقة بأن هناك مسخرا يسخرها وهو الله تبارك وتعالى.
ومسند أبي الوليد ابن رشد فيما اهتدى إليه من " دليل العناية " و " دليل الاختراع " هو كتاب الله قبل كل شيء، ذلك أن آيات الذكر الحكيم الواردة في هذا المعنى إما آيات تتضمن التنبيه على " دلالة العناية "، وإما آيات تتضمن التنبيه على " دلالة الاختراع "، وإما آيات تجمع الأمرين معا، وهذا النوع هو الأكثر ورودا في القرآن: