للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لجميع من كذبوا الرسل في مختلف العصور والأجيال، ممن رفضوا الهداية الإلهية وأصروا على الضلال {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}. وقد عبر كتاب الله في آية أخرى عن هذه العناية الإلهية التي يرعى بها رسله على الدوام، إذ قال بإيجاز وإعجاز: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: ٢٠، ٢١].

وكشف كتاب الله الستار عن السر في عناد أعداء الله الذين لا يومنون بالله ورسله، مشيرا إلى أن الفئة التي تتزعم الكفر والضلال، ضد الإيمان والهدى، في كل جيل، هي من ذلك النوع المترف المتكبر المغرور، الذي نال من الثروة وسعة الرزق، ومن النفوذ والسلطان، ما يجعله يتكبر ويتطاول على الخلق، ولا يجيب داعي الحق، يدل على ذلك قوله تعالى

في الربع الماضي في وصف " الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة ": {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وقوله تعالى في هذا الربع: {فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ} وقوله تعالى في آية أخرى {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ: ٣٤]. وفضح كتاب الله ما تقوم به هذه الفئة الضالة، من سخرية واسهزاء بآيات الله البينات، وما تتندر به في المجالس سمرها عن الرسول والرسالات، فقال تعالى في هذا الربع مخاطبا لها وموبخا: {قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ}، وقد سجل كتاب الله

<<  <  ج: ص:  >  >>