الخلق ومدبر الكون أي تعب أو عناء، قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأحقاف: ٣٣].
وقال تعالى ردا على من ينسب الشك والولد إلى الواحد الأحد:{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}، فوجود الولد بجانب الوالد ولله المثل الأعلى يحد كثيرا من حريته، ويقف حجر عثرة غير ما مرة دون تنفيذ إرادته، والمبادرة إلى تحقيق رغبته، مما يؤدي إلى أن يحدث بينهما نزاع، يؤول في نهاية الأمر إلى صراع، ووجود شركاء متعددين، متساوين في الصلاحيات والقدر، يؤدي بطبيعته إلى استئثار كل واحد منهم بما خلق وقدر، ومحاولته الغلبة على الآخر، والانفراد دونه بما اخترع وابتكر، فتتعارض إرادتهم، وتتناقض قراراتهم، ويسود العالم طابع الفوضى بدلا من النظام، وتظهر فيه آثار التضارب والاضطراب بدلا من التناسق والانسجام {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}،لكن الوجود بكافة عناصره وأجزائه متناسق منسجم، متكامل منتظم، تسوده وحدة التدبير والتسيير والارتباط التام، باطنا وظاهرا، وتحكمه سنن ثابتة مستمرة على الدوام، ماضيا وحاضرا، مما يدل على أن مخترعه وخالقه ومدبره الذي انعم عليه بنعمة الإيجاد، وينعم عليه إلى حين بنعمة الإمداد، واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد {عَالِمُ الْغَيْبِ