باب لا يكاد العبد الضعيف يقدر على مراعاتها، وإن ضبط نفسه واجتهد، ولا يخلو من تقصير يقع منه، فلذلك وصى المؤمنين جميعا بالتوبة والاستغفار، وبتأميل الفلاح إذا تابوا واستغفروا ".
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن حالة من لم يتزوج، أو تزوج، وفقد الزوج، من الرجال والنساء وعليهم يطلق لفظ " الأيامى " فدعاهم إلى الإقبال على الزواج، كما نبه إلى تمكين من لا يزالون في ملك اليمين فرصة التحرير، من حق الزواج، ماداموا على حالة ظاهرة من الصلاح، مشيرا بذلك، من طرف خفي، إلى أن صلاحهم لا بد أن يجلب لهم العطف والمودة والإحسان من الغير، ولا سيما من مواليهم الذين ينزلونهم منزلة أولادهم، فيعوض الله لهم ما كان ناقصا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. أما الذين تعذر عليهم الزواج، ممن لم يجد وسيلة للحصول على المهر والنفقة بالمرة، أو وجد اليسير من الصداق والنفقة، لكن لم يجد الزوجة التي تقبل ذلك، أو عاقه عن الزواج عذر آخر من الأعذار القاهرة، فقد دعاهم كتاب الله إلى ملازمة العفة والصبر عن الشهوة، في انتظار توافر الشروط وزوال الموانع، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}. قال جار الله الزمخشري مبينا بلاغة القرآن في هذا السياق: " وما أحسن ما رتب هذه الأوامر، حيث أمر بما يعصم من الفتنة ويبعد عن