مواقعة المعصية، وهو غض البصر، ثم النكاح الذي يحصن به الدين، ويقع به الاستغناء بالحلال عن الحرام، ثم بالحمل على النفس الأمارة بالسوء وعزفها (أي صرفها) عن الطموح إلى الشهوة، عند العجز عن النكاح، إلى أن يرزق القدرة عليه ".
وعاد كتاب الله إلى الاهتمام بمشاكل " ملك اليمين "، فحض على إحدى الوسائل العملية لتحرير الرقاب، ألا وهي الاتفاق مع المملوك ملك يمين على قدر مقسط من المال يؤديه لمولاه، تعويضا عن الحق الذي له عليه، وهذا الاتفاق هو الذي يطلق عليه اسم " المكاتبة " في هذا الموضوع. ودعا كتاب الله الموسرين من المسلمين، من الموالي وغيرهم، إلى مساعدة المكاتبين على تحرير أنفسهم ببذل العون لهم على التحرر، من مال الله الذي آتاهم، علاوة على ما هو مخصص في بيت المال لتحرير الرقاب من موارد الزكاة في الإسلام، وبذلك يتمكن المكاتب من أن يشتغل ويكتسب ويتحرر ويتزوج إذا شاء، فيكون ذلك أعف له وأكرم، وهذا المعنى هو الذي يتضمنه قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} أي أمانة وصلاحا {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}.
ثم تصدى كتاب الله للقضاء على ما كان معروفا في بعض أوساط الجاهلية من تسخير الإماء لممارسة البغاء، من أجل ما يدره على مالكي رقابهن، فحرم كتاب الله ذلك تحريما باتا، لأن البغاء حرام في الإسلام في جميع الأحوال، وإلى ذلك يشير قوله