برقابته والخضوع لمراقبته، والإيمان ببعث ممارسة كل ما فيه خير وبر وصلاح، للفرد والجماعة، ومقاومة كل ما فيه شر وأذى وفساد بالنسبة لهما جميعا.
وقد نصر الله عبده، وأنجز لرسوله وللمؤمنين الصالحين وعده، فقامت لدين الحق دولة كبرى لا تغيب عنها الشمس، وهذا الدين قادر - بما فيه من طاقات كامنة - على أن يقيم اليوم دولة أخرى كما أقامها بالأمس، فالوعد الإلهي مستمر وقائم على الدوام، لكل من آمن بالله ثم استقام، وبقدر ما يتحقق من هذين الشرطين أو من أجزائهما يكون من حق المؤمنين انتظار وعد الله كليا أو جزئيا، لكن بقدر ما يطرأ من إهمالهما يتخلف عنهم وعد الله، فتنحط منزلتهم، بعدما رفعهم الله مكانا عليا.
ولتوضيح جملة من مقتضيات الإيمان والعمل الصالح تولى كتاب الله الحديث عنها في نفس السياق فقال:{يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، ونبه كتاب الله خلال هذه الآية نفسها على أن المؤمنين الذين أنعم الله عليهم، مطالبون بشكر نعمه، وإلى أنهم لا يستحقون وصف الإيمان الكامل إلا إذا استعملوا نعمه فيما منحت لأجله، فلم يكفروا بها ولم يتنكروا لها، ولم يستعملوها في غير وجهها، وإلا انقلب وصفهم بالإيمان والمؤمنين، إلى وصفهم بالفسق والفاسقين، والفاسق من إذا استغنى تجبر وطغى، وإذا تولى سعى