للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ}، ويضاف إلى الأقرباء الذين تطيب نفوس أقربائهم بضيافتهم والأكل من طعامهم من لهم مع الشخص رابطة عمل وخدمة، أو علاقة نيابة وتكليف، فهؤلاء يجوز لهم ان يأكلوا مما تحت أيديهم، مما هو في ملك مخدوميهم، إذا لم يرتبوا لهم أجرة على عملهم، وختم كتاب الله هذه السلسلة بالأصدقاء الصادقين الذين تعتبر بيوتهم بمنزلة بيوت الأقرباء، فقال تعالى: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ}. وإذا كانت بيوت الأولاد لم تذكر صراحة في هذه الآية فإن قوله تعالى في بدايتها: {وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} يتضمنها من باب أولى وأحرى، لأن سبب الرخصة الذي هو القرابة، يتحقق في الولد أكثر من بقية القرابات الأخرى.

ونبه كتاب الله إلى أنه لا حرج على العيال والأقرباء، والضيوف والأصدقاء في أن يأكلوا مجتمعين أو متفرقين حسب الظروف، وإن كان الاجتماع على مائدة واحدة أبرك وآنس، وأجلب للألفة، وذلك قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا}، وحض الزائرين على البدء بتحية أهل البيت الذين جاؤوا لزيارتهم والسلام عليهم، فقال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} يعني إخوانكم الذين هم بمنزلة أنفسكم {تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}، قال جار الله الزمخشري: " ووصفها بالبركة والطيب، لأنها دعوة مؤمن لمؤمن،

<<  <  ج: ص:  >  >>