ومن هذه المزاعم والتحديات ما حكاه عنهم كتاب الله تعبيرا عن كفرهم بلقاء الله وشكهم في البعث والنشور، إذ قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا} ثم أتبع كتاب الله تحديهم ببيان الحافز عليه، والمصير المفجع الذي يؤدي إليه، فقال تعالى:{لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}،وقال تعالى في نفس السياق:{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ}،وعقب كتاب الله على ذلك بآية كلها إنذار ووعيد، فقال تعالى:{وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}.
ومن مزاعمهم وتحدياتهم ما سجله كتاب الله عليهم تعبيرا عما هم عليه من تطاول وغرور، وميل إلى التحكم في الأقدار، إذ قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} ثم عقب كتاب الله على هذا التحدي قائلا: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}.
ومن مزاعمهم وتحدياتهم ما وصفه كتاب الله من استهزائهم بالرسالة والرسول، تعبيرا عن رأيهم الفاسد ومنطقهم الأعوج، إذ قال تعالى:{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا * إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا} ثم عقب كتاب الله على موقفهم السخيف قائلا: {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ