ووصف كتاب الله ما سيؤول إليه يوم القيامة مصير هؤلاء المجرمين الظالمين من خصوم الرسالات الإلهية، مقارنا مصيرهم بمصير المتقين المؤمنين من اتباع الرسل الصادقين، فقال تعالى في شأن المجرمين الأشقياء:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}، وقال تعالى:{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ}، وقال تعالى في شأن المؤمنين الأتقياء:{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}.
وبين كتاب الله أن الشأن في خصوم الرسالات والرسل أن لا يستيقظوا من غفلتهم، ولا يقوموا من عثرتهم، إلا بعد فوات الوقت وضياع الفرصة، فيندمون ولات حين مندم، معترفين في نفس الوقت بأنهم وقعوا في شرك الضلال على أيدي الضالين المضلين، من أخلائهم وأصدقائهم في الدنيا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}.
وحذر كتاب الله أمة الإجابة أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من إهمال كتاب الله، وتجاهل ما تضمنه من عقائد وشرائع وتعاليم أخلاقية، وتوجيهات كونية، مؤكدا أن خاتم الأنبياء والمرسلين سيشكو أمته إلى ربه، شكوى لوم ومؤاخذة وتقريع، على هجرها