نُشُورًا}. والإشارة هنا بمطر السوء، إلى ما أصاب قوم لوط، عندما رجموا بالحجارة من فوق رؤوسهم، فكان ذلك كالمطر النازل من السماء، لكنه مطر سوء ونقمة، لا مطر خير ونعمة، لما رافقه من العذاب الأليم، والسخط العميم، وقوله تعالى:{لَا يَرْجُونَ نُشُورًا} أي لا يؤمنون بالبعث، ولا يتوقعون حشرا ولا نشرا. {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} ورد ذكرهم للمرة الأولى هنا في هذه السورة، وذكروا للمرة الثانية والأخيرة في سورة (ق) عند قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ}[الآية: ١٢]، يقال رس البئر يرسها إذا حفرها، ورس الميت إذا دفنه وغيبه في الحفرة، و " الرس " هو كل حفر احتفر كالقبر والبئر والمعدن، وقد اختلفت الروايات في المراد " بأصحاب الرس " من هم، ومن هو نبيهم، وفي أي بلد كانوا؟. ورجح ابن جرير الطبري أنهم هم " أصحاب الأخدود " الذين ورد ذكرهم في سورة البروج في قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ}[٤ - ٧]. ولعله استند في ترجيحه إلى ما بين كلمة " الرس " وكلمة " الأخدود " من تناسب في المعنى، إذ " الأخدود " هو الحفرة المستطيلة، ويذكر ياقوت الحموي في معجمه أن " الرس " كانت آبارا لبني أسد، وأنها تقع في أعالي القصيم، وأكدت بعض الأبحاث الحديثة أن القصيم توجد فيه عدة مدن، من بينها " مدينة الرس " التي فيها معالم تاريخية مشهورة قائمة حتى الآن، على رأسها " وادي عاقل " الذي كانت تقطن فيه قبيلة بني أسد، وترعى في رياضه أغنامها وإبلها، وتوجد بجوار " مدينة