كما تضمنت إشارة إلى أن الحكمة الإلهية اقتضت أن تسلح كل رسول بالمعجزة التي تثبت صدقه وصدق رسالته، حتى يستطيع أن يتحدى المعاندين الجاحدين بمعجزته، ويقنع الشاكين الباحثين عن الحق والحقيقة بدعوته:{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} - {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وبذلك كانت قصة موسى التي قصها كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله عبارة عن شريط يرى فيه نموذجا مما بتعرض له الرسل وتتعرض له الرسالات، من مختلف الإذايات، كما يرى فيه ما يكرم الله به رسله من حسن العاقبة وخفي الألطاف، في نهاية المطاف {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف: ١٢٨].