للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَادُونَ}، فما كان منهم إلا أن هددوه بالنفي والإبعاد، عقابا له على مقاومته لمظاهر الانحراف، والفساد {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} فرد عليهم قائلا: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} أي المبغضين {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ}، ثم أوجز كتاب الله في ذكر عاقبته وعاقبتهم فقال تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ}.

وأما قصة شعيب مع أصحاب الأيكة التي استغرقت خمس آيات في نهاية هذا الربع فسنتناولها في بداية الربع القادم إن شاء الله، لنأتي بها كاملة في سياق واحد، مع بيان ما فيها من العبر والفوائد، والله المستعان، وعليه التكلان.

ومن خلال الحوار الذي دار في هذه القصص بين الرسل وأقوامهم يتضح لكل ذي عينين ان الرسالات الإلهية منذ فجرها الأول لم تكن توجه الناس نحو السماء إلا لتلهمهم طريق الصلاح في الأرض، وان هدفها الأول والمباشر كان هو العمل على إصلاح المجتمع البشري أدبيا وماديا، والسعي لتطهيره من كل الشوائب، حتى لا يبقى فيه أثر للمساوئ والمعايب، وبذلك يتفادى الوقوع في الكوارث والنوائب، ويصبح مجتمعا مثاليا، جديرا بأن يوصف بكونه إنسانيا، لأنه ينهج نهجا أخلاقيا ربانيا، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>