للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقارنة بينه وبين الشعر لنزوله عن مرتبته، ومغايرة طبيعته لطبيعته، حتى لا يختلطا في الأذهان، عند ضعفاء الإيمان، فإنه مع ذلك لا يحكم على الشعر بالإعدام، بل يضفي عليه حلة من الاحترام، إذا التزم الشاعر بخدمة الإسلام، وبقدر ما يقترب الشعر من مقاصد القرآن ويضع الشاعر نفسه في خدمته، ويمجد المكون وهو يصف جمال كونه وعظيم قدرته، يعيد للشعر كامل كرامته وحركته، ويعد في عداد المؤمنين الصالحين من أمته، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا}.

وقبل أن يختم كتاب الله هذه السورة (سورة الشعراء) وجه الخطاب إلى الرسول الأمين، يذكره بعشيرته الأقربين ومن اتبعه من المؤمنين، ويدعوه إلى المزيد من التوكل على الله، ويبشره سبحانه بالنصر على الأعداء، بعدما أعلن أنه منهم براء، لأنهم أصروا على الظلم والعصيان، ولم يستجيبوا لله ورسوله فيهتدوا بهدى القرآن، وذلك قوله تعالى: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} وقوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>