وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، ينص على أن كتاب الله يتضمن أمرين:
- الأمر الأول هداية الخلق، إلى كل ما هو حق، حتى يتفادوا كل ما هو باطل، قولا وفعلا واعتقادا.
- الأمر الثاني تعريف المهتدين به، بما يلقونه من البشائر في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فلا يعتري حياتهم خلل ولا اضطراب، ويكونون بمنجاة من أليم العذاب.
وقوله تعالى:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وصف للمومين، بأن لإيمانهم تأثيرا بارزا في سلوكهم، فهم حريصون كل الحرص على إقامة الصلاة، التي هي أول حق من حقوق العباد، وم أخذ على عاتقه القيام بهما كان على قدم الاستعداد للقيام بما دونهما.
وقوله تعالى {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} وصف ثان للمؤمنين المهتدين بهدي القرآن، إذ لا يكون مهتديا به، إلا من كان على يقين تام بالنشر والحشر والنشأة الثانية، علاوة على ما يقوم به من حقوق الله وحقوق العباد، أما من كان يقوم بذلك على وجه الاحتياط لا غير، دون جزم بالحياة الآخرة، فلا يعد في الحقيقة مهتديا بهدى القرآن، لأنه لا يزال في شك من أمره غير كامل الإيمان.