وإذا رجعنا إلى الآيات السابقة وهي قوله تعالى:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ}[الآيتان: ٨٠، ٨١] أدركنا العلاقة الوثيقة بينهما وبين الآية التالية، وهي قوله تعالى هنا:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} لأنه إذا أصبح أكثر البشر " موتى " القلوب، قساة لا يمارسون أي نوع من أنواع الخير والبر فيما بينهم، " صم " الآذان، لا يسمعون نصيحة ولا موعظة ولا حكمة ولا رأيا سليما، " عمي " البصائر والأبصار، لا يهتدون في حياتهم الخاصة والعامة سبيلا، وإذا نبذوا التعاليم الإلهية وراء ظهورهم بالمرة، يكون ذلك إيذانا بأنه " قد حقت عليهم كلمة العذاب "،