للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقيه موسى بمدين لم يكن هو النبي شعيبا عليه السلام؟

- خامسا: إن كتاب الله عندما قص في سورة الأعراف قصة آدم في ست عشرة آية أتبعها بقصص مجموعة من الأنبياء والمرسلين على التتابع، فبدأ بقصة نوح مع قومه، التي استغرقت خمس آيات، أولها: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}، ثم ثنى بقصة هود مع عاد، التي استغرقت سبع آيات، أولها: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}، ثم ثلث بقصة صالح مع ثمود، التي استغرقت سبع آيات أيضا، أولها: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}، ثم ربع بقصة لوط مع قومه، التي استغرقت أربع آيات، أولها: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}، ثم خمس بقصة شعيب مع مدين، التي استغرقت ثمان آيات، أولها: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}، وعقب على قصص هذه المجموعة من الرسل بقوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} إلى قوله تعالى تعقيبا على الجميع، وإلحاقا بكل ما سبق من أخبار أولئك الرسل وأقوامهم: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ}، واستغرقت قصة موسى التي جاءت مستقلة عما سبقها من قصص الرسل السابقين أربعا وخمسين آية. قال الزمخشري: " الضمير في قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ} للرسل أو للأمم، عني الأمم التي أرسلوا إليها ". وقال ابن كثير: " يقول تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ} أي من بعد الرسل المتقدم ذكرهم كنوح وهود وصالح ولوط وشعيب صلوات الله وسلامه عليهم وعلى سائر أنبياء الله أجمعين،

<<  <  ج: ص:  >  >>