الهجائية المقطعة على غرار السور الثلاثة السابقة عليها: سورة الشعراء، وسورة النمل، وسورة القصص {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * ألم} وهذه الحروف هنا هي الألف واللام والميم، وإنما سميت " سورة العنكبوت " لقول الله تعالى فيها: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
وفي فاتحة هذه السورة تصدى كتاب الله لتعريف المؤمنين الصادقين بأن ما هم عليه من إيمان وصدق لا بد أن يجلب لهم كثيرا من المتاعب، فالمعركة الدائرة بين الخير والشر والحق والباطل لا تفتر أبدا، وما عليهم إلا أن يوطنوا أنفسهم على الصمود في وجه الباطل، وتحمل ما تفاجئهم بع الأيام من الفتن والمحن، فمن لم يثبت ولم يصمد أمام المحنة والفتنة اندرج في عداد الكاذبين، ولم يكن من المؤمنين الصادقين، وذلك قوله تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.
ونبه كتاب الله إلى أن الذين يعملون السيئات، ظنا منهم أن الله لا يراهم ولا يحاسبهم، لن يفلتوا من قبضة الله، وأنه سيؤاخذهم بما كسبوا عاجلا وآجلا، وذلك قوله تعالى:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
ثم بشر المؤمنين الصادقين بثمرة جهادهم للنفس، وثمرة جهادهم لأعداء الحق، فقال تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ