لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ}. والدخول في زمرة الصالحين هو متمنى الأنبياء والمرسلين، قال تعالى في التنويه بشأن إبراهيم عليه السلام:{وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}[البقرة: ١٣٠]، وقال تعالى على لسان سليمان وهو يدعو ربه:{وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}[النمل: ١٩].
ووصف كتاب الله حال المذبذبين في العقيدة من ضعفاء النفوس، مبينا أنهم متى تعرضوا لنوع من أنواع الأذى في سبيل الله استعظموا الأمر وتراجعوا إلى الوراء، وتلمسوا رضا الناس عنهم بدلا من رضا الله، وعلى العكس من ذلك متى جاء النصر من عند الله حشروا أنفسهم في عداد المؤمنين، وأكدوا لمن لا يعرفهم انهم كانوا في طليعة المنتصرين، لكن الله تعالى مطلع على سرائرهم، ولا يخفى عليه شيء من أمرهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}، على غرار قوله تعالى في آية أخرى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}[الحج: ١١]، ثم عقب كتاب الله قائلا:{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}.
وانتقل كتاب الله إلى وصف مزاعم أئمة الكفر وزعماء الضلال، ممن يدعون الناس إلى متابعتهم على الباطل، متعهدين لهم، مقابل ذاك بحمل خطاياهم وتحريرهم من كلفة الحساب وتبعة