العقاب، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} قال جار الله الزمخشري: " ونرى في المتسمين بالإسلام من يستن بأولئك، فيقول لصاحبه إذا أراد ان يشجعه على ارتكاب بعض العظائم، افعل هذا وإثمه في عنقي، وكم من مغرور بمثل هذا الضمان، من ضعفة العامة وجهلتهم ". وأكد كتاب الله ان أولئك الذين تعهدوا بحمل خطايا أتباعهم سيحملون خطايا أنفسهم مع خطايا أولئك الأتباع المضللين، وبذلك يطول حسابهم، ويتضاعف عقابهم، جزاء وفاقا، وذلك قوله تعالى:{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}.
وتذكيرا للإنسان، أي إنسان كان، حتى يفر من الشرك ويدخل في حظيرة الإيمان، وتحذيرا للمومن حتى لا ينقلب على عقبيه، ويتورط فيما يجلب له سوء العاقبة وقبح المصير، عرض كتاب الله في هذه السورة جملة من قصص الأنبياء والمرسلين، مذكرا بما كان عليه أقوامهم من وجوه الانحراف في العقيدة والمعاملة والسلوك، ومعرفا ببعض ما دار بينهم وبين أولئك الأقوام من حوار وحجاج، وما أدى إليه إصرار المبطلين على باطلهم من عقاب إلهي صارم، وذلك قوله تعالى في قصة نوح:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}، وقوله تعالى في قصة إبراهيم: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا