الآية وصف دين الإسلام بالأصالة والقدم. قال جار الله الزمخشري:(فكأنه قال: شرع لكم الدين الأصيل الذي بعث عليه نوح في العهد القديم، وبعث عليه محمد خاتم الأنبياء في العهد الحديث، وبعث عليه من توسط بينهما من الأنبياء المشاهير).
وكمثال بارز لحرص الرسول الأعظم والصادقين من أصحابه على تنفيذ ميثاق الله، الذي أخذ عليه وعلى بقية الأنبياء، مهما كلفهم من تضحيات، قص كتاب الله قصة أحزاب الشرك والكفر التي تألبت عليه وعلى المسلمين، بتحريض من يهود بني النضير، وقررت الزحف على مدينة الرسول بعشرة آلاف مقاتل، علاوة على يهود بني قريظة، للقضاء على الإسلام والمسلمين، فتصدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون الصادقون معه للوقوف في وجه زحف تلك الأحزاب، وأقاموا حول المنطقة المكشوفة من المدينة -بإشارة سلمان الفارسي- خندقا كان الرسول عليه السلام على رأس من يقوم بحفره، وتفتيت صخره، ونقل ترابه، والغبار يتراكم على جسمه الشريف، وهو يرتجز برجز ابن رواحة، تشجيعا لأصحابه بالقول والعمل والأسوة الحسنة، واستعد الرسول والمؤمنون معه لمواجهة زحف الشرك والكفر، وإن كان عددهم لا يتجاوز ثلاثة آلاف وعدد الأحزاب أكثر من عشرة آلاف، واستمر الحصار مضروبا على المدينة شهرا كاملا، وباءت محاولات اقتحام الخندق كلها بالفشل، وخذل الله أحزاب الشرك والكفر، وسلط عليهم ريحا قوية قلعت الأوتاد، وقطعت أطناب الخيام،