وهكذا أصبح أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام اختيار حاسم، فمن اختارت منهن الحياة الدنيا وزينتها واعتبرت الجانب المادي أهم من الجانب الروحي كان لها الحق في السراح الجميل والمتاع بالمعروف، ونتيجة ذلك مفارقة بيت الرسول والخروج من عصمته، ومن اختارت الله ورسوله، وقدرت حظوة الانتماء إلى بيت الرسول، والاندماج في أهله حق قدرها، دون أن تعير اهتماما كبيرا للجانب المادي العابر، بقيت في بيت الرسول، فحافظت على مالها من مقام كريم، وفازت من الله - جزاء إحسانها - بالأجر العظيم.
والمراد (بالسراح الجميل) في هذه الآية مفارقة الزوج لزوجته دون أن يلحق بها أي ضرر، لا من الناحية الأدبية، بالإساءة إلى عرضها أو ذكر عيوبها، ولا من الناحية المادية، بمفارقتها في غير الوقت المشروع للفراق، أو بتضييع حق من حقوقها. ونظير هذا المعنى قوله تعالى في سورة البقرة في آية سابقة (٢٢٩): {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}، وقوله تعالى في آية لاحقة من هذه السورة (٤٩): {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}.
ومعنى قوله تعالى هنا:{أُمَتِّعْكُنَّ}، أي: أمنحكن عند