وكما طالب الله المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وحضهم على ذلك في عشرات الآيات من سورة البقرة، وبشتى وجوه الحض والإغراء، تختتم نفس السورة برجاء الحق سبحانه وتعالى أن يحقق للمسلمين وعده، وذلك قوله تعالى على لسانهم {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
والآن وقد ختمنا بفضل الله وكرمه سورة البقرة نشرع في سورة آل عمران، وبدايتها بعد بسم الله الرحمن الرحيم {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}.
وهذه السورة التي هي أطول سورة في القرآن بعد سورة البقرة يدور محور الحديث في آياتها حول ثلاثة موضوعات رئيسية:
١) الموضوع الأول - تحديد معنى الدين ومعنى الإسلام، كقوله تعالى في هذه السورة:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.
٢) الموضوع الثاني - وصف حال المسلمين مع ربهم وموقفهم من تعاليم الدين وتكاليفه، كقوله تعالى في هذه السورة أيضا