ومن هنا ننتقل إلى خواتيم سورة البقرة التي وردت في فضلها أحاديث كثيرة، منها حديث البخاري عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) وجاء الأثر عن علي رضي الله عنه أنه قال: (ما أرى أحد يعقل بلغه الإسلام ينام، حتى يقرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، فإنها من كنز تحت العرش).
وسنرى أن خاتمة سورة البقرة منسجمة كل الانسجام ومتناسبة كل التناسب مع موضوعاتها على العموم، ومع فاتحتها بالخصوص، فكما ابتدأت سورة البقرة بقوله تعالى:{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} إلى قوله {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} نجدها تختتم بقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}.
وبعدما تعرضت سورة البقرة للتكاليف الدينية والتشريعات الإسلامية في مختلف الشؤون الروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية نجدها تختتم بقوله تعالى:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} مؤكدة بذلك مدى التكليف في الشريعة الإسلامية، وأنه لا يتجاوز حدود الطاقة الإنسانية.
وبعدما قَصّت سورة البقرة على المسلمين قصةَ بني إسرائيلَ وما عاقبهم الله به على عنادهم وجحودهم من التكاليف الصعبة