الذين يظهرون الإيمان خوفا من أهله، ويبطنون الكفر متابعة لأهله، والمشركون هم الذين تواطأ باطنهم وظاهرهم على الشرك بالله ومخالفة رسله، {وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
وبعدما من الله علينا بتفسير سورة الأحزاب المدنية ننتقل إلى سورة سبأ المكية، وإنما سميت (سورة سبأ) لقول الله تعالى فيها: {لقد كان لسبأ في مساكنهم آية}، وتتضمن فاتحة هذه السورة حمد الله في الأولى والآخرة، وتمجيد حكمته وقدرته، والتعريف بعلمه الذي أحاط بكل شيء من مخلوقاته، وذلك قوله تعالى:{بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}، وقوله تعالى:{لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
ثم جدد كتاب الله الحديث عن قيام الساعة وموقف المكذبين بها، عن جهل، أو عناد، فقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}، ثم قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}.