{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، وبين السر في وقوفهم هذا الموقف، وهو ما هم عليه من علم وإيمان، فقال تعالى:{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، كما وصف مآل المعاندين الذين يتحدون الله ورسوله فقال في حقهم:{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ}،ثم عقب على ذلك بقوله:{بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ}.
وخُتم هذا الربع بدعوة الجاحدين والمعاندين إلى النظر في خلق السماوات والأرض، والتدبر في آيات الله البارزة فيهما، واستخلاص النتائج الحتمية من التدبر العميق في عظمة خلقهما، مع تهديدهم إن لم يتراجعوا عن جحودهم وعنادهم بعذاب مفاجئ، يسلط عليهم من تحت أرجلهم أو من فوق رؤوسهم، وذلك قوله تعالى:{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}.