الكذب، وهو الكذب الذي لا يثبت، ويضطرب صاحبه، ولا يعني ذلك أن في الكذب ما هو أحسن أو مستحسن.
وقوله تعالى على لسان إبراهيم وهو يخاطب قومه: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؟ يؤدي معنيين بإثنين:
- المعنى الأول تذكيرهم بأن الله " رب العالمين "، هو وحده الذي يستحق العبادة من الناس أجمعين، لا هذه الأصنام التي يسخر من عبادتها العقل والدين.
- والمعنى الثاني تحذيرهم من لقاء الله وهم به مشركون، والوقوف بين يديه وهم لغيره عابدون، إذ بأي وجه يلاقونه، وبأي لسان يخاطبونه.
وقوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ}، إشارة في منتهى الإيجاز إلى ما حكاه كتاب الله عن إبراهيم في سورة الأنعام بتفصيل، حيث قال تعالى (٧٩: ٧٥): {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فقد كان أبوه وقومه يعبدون الأصنام والكواكب، والشمس والقمر، فأراد أن ينبههم على الخطأ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute