ثم يشير كتاب الله إلى العناية الإلهية التي عصمت " مؤمن آل فرعون " من أذى فرعون ومكره، كما عصمت موسى من قبله، فلم تمتد إليه يد فرعون بالقتل والتعذيب، بينما تعرض فرعون ورجاله لعقاب الله وعذابه، فكانوا مضرب الأمثال لمن بعدهم من أهل الكبر والجبروت، وذلك قوله تعالى عن مؤمن آل فرعون أولا:{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}، وعن آل فرعون ثانيا:{وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ}.
الأمر الأول: أن فرعون وآله ممن كذبوا موسى ولم يؤمنوا برسالته يعذبون باستمرار، عقابا لهم من الله، فأرواحهم تعرض على النار صباحا ومساء منذ عوقبوا بالغرق إلى قيام الساعة.
الأمر الثاني: أنه إذا قامت القيامة ووقع النشر والحشر والحساب فإن الحق سبحانه وتعالى يأمر خزنة جهنم بأن يدخلوا فرعون وآله أشد العذاب ألما، وأعظمه نكالا، جزاء وفاقا. قال ابن كثير في تفسيره: " وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله تعالى: {النَّارُ