للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، معناه أستجب لكم إن شئت، بدليل قوله تعالى في آية أخرى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} (٤١: ٦)، والاستجابة تكون إما بنفس الشيء، وإما بما هو خير منه، وتكون عاجلة كما تكون آجلة، ومفتاح الدعاء: الحاجة والاضطرار، وشرطه: الأكل من الحلال، وقد تكون الاستجابة بصرف السوء عن الداعي، قال عليه السلام: " ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله تعالى إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " رواه الترمذي والحاكم.

ومضى كتاب الله يعرض على الإنسان جملة من آياته الكونية، وبراهينه الفطرية، متحدثا عن تعاقب الليل والنهار، الذي جعله الله موافقا لنظام حياة الإنسان كل الموافقة، وعن تكوين السماء والأرض، المطابق لتكوين الإنسان والمستجيب لاحتياجاته كل المطابقة، فقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً}.

ونظرا لما يتعرض له الإنسان، ويسيطر عليه من الغفلة والنسيان، ذكره كتاب الله بما أسبغ عليه من النعم، وما منحه من واسع الكرم، فقال تعالى في نفس السياق: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}، وقال تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}، وفي هذا الخطاب الموجه بالخصوص إلى الناس، من " رب الناس ملك

<<  <  ج: ص:  >  >>