والجوارح، وحقوق العباد، وفيما ورد منها في الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، ودرجات أهل الجنة ودركات أهل النار، وفيما ورد منها في تهذيب الأخلاق ورياضة النفوس والنصائح والمواعظ، وفيما ورد منها في قصص الأولين وتواريخ الماضين، إلى غير ذلك من الموضوعات والمباحث، قال فخر الدين الرازي:(وبالجملة، فمن أنصف علم أنه ليس في يد الخلق كتاب اجتمع فيه من العلوم المختلفة والمباحث المتنوعة مثل ما في القرآن).
وفيما يخص النقطة الثانية جاء قوله تعالى:{فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}، وصور كتاب الله أروع تصوير رفض المشركين لقبول الحق واعتناقه، وتقززهم من سماعه، والهوة السحيقة التي تفصل بينهم وبين عقيدة التوحيد التي جاء بها الرسول، فقال حكاية عنهم:{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ}، مثل قولهم في آية أخرى (٨٨: ٢){وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، و (الأكنة) جمع (كنان) وهو الغطاء، و (الغلف) جمع (غلاف) وهو الغشاء، {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ}، أي: صمم {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}.
وفيما يخص النقطة الثالثة حكى كتاب الله جواب رسوله لهم متلطفا ومتعطفا، طبقا لمقتضى الحكمة والموعظة الحسنة، {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}.