للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيَّامٍ}، أما خلق السماوات فقد تم بأمر الله في يومين اثنين، وإلى ذلك يشير قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}، ويرى بعض المفسرين من القدماء والمحدثين أن عدد (السبع) الوارد في كتاب الله عند ذكر السماوات لا يراد منه حصرها في نفس ذلك العدد ونفي ما سواه، حسبما يقتضيه المفهوم، وإنما هو وارد على حد قوله تعالى في سورة التوبة: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}، فالسبع في تلك الآية كالسبعين في هذه الآية، ومن يدري فقد تكشف الأيام من أسرار الكون ما يوضح معنى (السبع) الوارد في غير ما آية في كتاب الله، ومن بينها قوله تعالى في سورة الطلاق (١٢) {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}، فالكون لا يزال لغزا كبيرا، ولا يشكل على تفسير الآيات التي هي موضوع هذا الحديث قوله تعالى في سورة النازعات (٢٧ - ٣٣): {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}، لأن المعنى المقصود من هذه الآية كما أجاب به ابن عباس وذكره البخاري في صحيحه عند تفسيره لها: هو أن دحو الأرض وحده هو الذي كان بعد خلق السماء. وقد تولت الآية الكريمة نفسها تفسير معنى الدحو حيث قالت: {دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}، وليس المقصود منها أن خلق أصل الأرض كان متأخرا، كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>