القرآن، من الحقائق الكونية والنفسية المؤيدة للإيمان، التي سيكشف عنها لنبي الإنسان في مستقبل الأزمان.
ففي الموضوع الأول ورد ذكر القرآن للساعة وموعد قيامها، وللثمرات المستورة في أكمامها، وأحمال النساء المستقرة في أرحامها، فالساعة التي يضع الله فيها حدا للحياة على سطح هذا الكوكب الأرضي موكول علمها إلى الله وحده، لا يعلمها أحد سواه، وفي شأن السؤال عنها أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام قائلا:(ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) والشيء الوحيد الذي تناقلته السنة في موضوع الساعة هو التنصيص على بعض (أشرا طها)، ووصف بعض العلامات التي تسبقها، مثل ما رواه البخاري في صحيحه في (باب يقل الرجال ويكثر النساء) عن أنس رضي الله عنه قال: (لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد) قال البخاري: (وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة، يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء).
وكما أن علم الساعة موكول إلى الله دون سواه، فكذلك الثمرات التي هي في باطن النبات قبل أن تخرج وتبرز تعد سرا مكتوما في عالم الغيب لا يستطيع أمهر الزراعيين معرفته على وجه التحقيق قبل أن يبرزه الله.