للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التمسك بالدعوة، والقيام بحقها، والاستقامة عليها، مذكرا بجوهر الدعوة وأساسها المتين، ألا وهو الإيمان بالله وبكتبه، وإقامة العدل بين خلقه، {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ}، وهذا الخطاب موجه إلى كل مؤمن ومؤمنة، ولا سيما ولاة المسلمين وعلماءهم، وقوله تعالى في نفس السياق: {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} معناه أننا برآء من كل ما خالف دعوة الإسلام، على غرار قوله تعالى في آية أخرى (٤١: ١٠): {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}.

وانتقلت الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن الساعة وموقف الذين يؤمنون بها، والذين يمارون فيها، {أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}، ووصفت ما ينتظر الظالمين من عذاب مقيم، وما ينتظر الصالحين من عباده من فضل كبير، وأكدت أن الرسول عليه السلام لا يقبل على أداء رسالته أي أجر، وإنما يريد أن تترك له حرية الدعوة إلى الله، حتى لا تتأزم العلاقات بينه وبين ذوي قرباه، {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

روى البخاري في صحيحه وانفرد به، بسنده إلى عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاووسا يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، فقال سعيد بن جبير: (قربى آل محمد)، فقال ابن عباس: (عجلت. إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من بطون قريش إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>