وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}.
ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ}، وقوله تعالى:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ