للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمة التي تدعو إلى الخير، والتي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وتتناول أيضا ذم التفرق والاختلاف {وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} - {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}، كما تنبه الآيات الكريمة إلى ما ينال المسلمين من أذى أهل الكتاب {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} وإلى ما يناله المسلمون من نصر عليهم وغلبة لهم في النهاية {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}.

ولنأخذ الآن في إلقاء نظرة فاحصة على جملة من الآيات البينات في هذا الربع:

يقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} فهاهنا تنطق الآية الكريمة بما يضعه خصوم الإسلام في طريق انتشاره من العراقيل، وما يبثون ضده من الدعايات الباطلة، إذ يضربون من حوله سورا حديديا لا يستطيع أن يتخطاه المعجبون به والراغبون فيه، بل إن هذه الآية لتنطق بما هو أنكى وأشد، ألا وهو محاولة خصوم الإسلام أن يصدوا عنه ويخرجوا من حظيرته نفس المؤمنين الذين سبق لهم الإيمان به، فهم لا يحولون بين الإسلام وبين من لم يسلم بالمرة، بل إنهم يطمعون في إخراج المسلمين أنفسهم من دائرة الإسلام، ويحاولون ذلك عمليا، لا تمنيا، هذا وهم يعرفون أن الإسلام دين الحق والصدق، ولكنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>