للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوم بهت جبلوا على التضليل والتزييف والتعصب، وهم لا يفترون عن محاولاتهم المسمومة في الأوساط الإسلامية منذ اليوم الأول، ولعل ذلك هو السر في التعقيب بقوله تعالى مخاطبا لخصوم الإسلام: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

على أن هذا التعقيب فيه إيماء وإشارة إلى ما يلزم المسلمين من اليقظة والحذر، وعدم الغفلة عن دسائس خصوم الإسلام ومؤامراتهم ومحاولاتهم المضللة، وأساليبهم الملتوية، التي يرمون من ورائها إلى قتل الروح الإسلامية في نفوس المسلمين، وإلى تجريد حياتهم من كل المعاني والقيم الإسلامية، وإلى جعل المسلمين أشباحا بدون أرواح، وإلى إفراغ الإسلام من محتواه الإعتقادي، ومحتواه الشرعي، ومحتواه الأخلاقي، ومحتواه الاجتماعي، حتى يصبح دين الإسلام مجرد شبح من الأشباح ووهم من الأوهام.

ثم يقول الله تعالى مخاطبا ومحذرا للمؤمنين، حكاما ومحكومين رؤساء ومرؤوسين، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} فهذه الآية قول صدق وحق نطق به الحق سبحانه وتعالى، بحيث لا يحتمل معناها عند المؤمن بربه أدنى شك ولا ريب، وهي تعلن صراحة وبدون حجاب أن فريقا من أهل الكتاب يحاولون أن يجروا المسلمين إلى ما هم عليه من الآراء والأوضاع، وأنهم يستدرجون المسلمين إلى الثقة بهم، وإلى متابعتهم والسير في ركابهم، وإغرائهم بالدخول في طاعتهم، التي هي أكبر معصية يعصى بها الله، وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>