للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الأبد. كما استنكر كتاب الله ما يدعيه المشركون في مناسبات أخرى، من أن الوحي الذي تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو مجرد " تقوّل " من عنده وافتراء على الله، متحديا لهم أن يأتوا بمثله إذا كان ما يدعونه حقا وصدقا، وذلك قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ}، وهيهات لهم ذلك، فإن كتاب الله تسري فيه روح من أمر الله، ومعانيه نابعة من معين علم الله، الذي أحاط بكل شيء علما، وأحسن في كل شيء صنعا.

وعرج كتاب الله مرة أخرى على قصة " بدأ الخليقة "، ومركز الإنسان الحقيقي بالنسبة لبقية المخلوقات، وتحدى المشركين الذي يجهلون أو يتجاهلون أن الله واحد أحد، وأنه لم يلد ولم يولد، وذلك قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ * أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ}، وقوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} وقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

واستغرب كتاب الله ما عليه المشركون من إعراض عن الرسالة العظمى التي جاءهم بها الرسول عليه السلام، رغما عن أن هذه الرسالة مجرد عطية إلهية، وهبة ربانية، تكرم عليهم بها الحق سبحانه وتعالى، هداية لهم، وأخذا بيدهم، ورغما عن أن القائم بها والداعي إليها لا يطلب لنفسه أي أجر عليها، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>