في سورة (القيامة: ١٠، ٩، ٨، ٧){فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}، وقوله تعالى في سورة (الانشقاق: ٢، ١): {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}، والإتيان " بانشقاق القمر " في سياق الحديث عن " اقتراب الساعة "، دليل واضح على ما بينهما من ارتباط وثيق، فما علينا إلا التصديق بآيات الله الشرعية والكونية، ولله في خلقه شؤون.
وإثبات القرآن " لانشقاق القمر " دليل على أن ما أصابه سيصيب غيره من بقية الكواكب، ولا سيما عند قيام الساعة، وفي ذلك رد قوي وحجة بالغة على " الدهريين-الماديين " الذين ينكرون " أن الساعة آتية "، بدعوى أن العالم لا بداية له ولا نهاية، وأنه سيظل على حاله مهما طال الزمان، وسيبقى فيه ما كان على ما كان، قال فخر الدين الرازي:" إن منكر خراب العالم ينكر انشقاق السماء وانفطارها، وكذلك قوله في كل جسم سماوي من الكواكب، فإذا انشق بعضها ثبت خلاف ما يقول به، وأن خراب العالم جائز "، وما قاله الرازي من جواز خراب العالم هو ما يثبته العلم الحديث بمختلف فروعه في هذا العصر، مؤكدا أن للعالم بداية ونهاية. وذلك ما سبق إلى إثباته كتاب الله الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت: ٤٢).
وأخيرا استنكر كتاب الله ما عليه المشركون من تجاهل لآيات الله التي تتعاقب أمام أنظارهم يوما بعد يوم، دون أن