آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}، على غرار قوله تعالى في آية أخرى:{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}(الحاقة: ١١).
ثم أورد كتاب الله قصة عاد مع هود عليه السلام وما حل بهم من العقاب الإلهي الشديد، وقد كانت منازلهم في جنوب جزيرة العرب، إذ سلط الله عليهم ريحا عنيفة في منتهى البرودة، فأخذت تقتلعهم من الأرض حتى تغيبهم عن الأبصار، ثم تنكسهم وتلقي بهم على رؤوسهم، فيسقطون صرعى وهم جثث هامدة، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.
واتجه الخطاب الإلهي إلى كل من يسمع القرآن ويتلى عليه من الناس، مذكرا أربع مرات في هذا الربع، بأن هذا الذكر الحكيم الذي أكرم الله به البشر قد جعله الله ميسرا للفهم، ميسرا للحفظ، ميسرا للتلاوة، بحيث يكفي أن ينصت إليه الإنسان، وأن يفتح له عقله وقلبه، ليدرك أثره في نفسه ومشاعره، وفي حياته كلها دون إبطاء، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، ومعنى قوله سبحانه وتعالى:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، فيما نقله الإمام البخاري تعليقا عن مطر الوراق:" هل من طالب علم، فيعان عليه؟ ".
وأشارت الآية الكريمة في هذا السياق إلى قصة ثمود مع