وقوله سبحانه:{خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، امتنان على الإنسان بخلقه في أحسن تقويم، وتزويده بالنطق والفهم والإدراك السليم، على غرار قوله تعالى في آية أخرى:{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ}(النمل: ٧٨).
وقوله تعالى:{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}، إشارة إلى تسخير الله لهما بالخصوص لخير الإنسان. نعم، إن هنالك من النجوم ما هو أكبر وأعظم، ولكن ليست له علاقة مباشرة بحياة الإنسان، ولا تأثير مباشر على سطح الأرض " كالشعرى " و " السماك الرامح " و " سهيل " وإن كان نورها أقوى من نور الشمس أضعافا مضاعفة، أما " الشمس " فهي أهم شيء بالنسبة للإنسان ولحياته، إذ لولا ضوء الشمس وحرارتها وجاذبيتها لما أمكن للإنسان أن يعيش على سطح الأرض، فضلا عن النبات والحيوان، اللذين تتوقف عليهما حياة الإنسان، وكذلك الشأن في " القمر " فرغما عن كونه تابعا صغيرا للأرض يعتبر ذا أثر قوي في حياتها، وحياة الإنسان المستقر فوقها، وقد ربط الله بالقمر حركة المد والجزر في البحار، وهذه الحركة الدائمة هي التي عليها في فن الملاحة المدار.
وقوله تعالى:{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}، إشارة إلى خضوع جميع الكائنات لمكونها ومبدعها، وإلى سلطة الله