{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}، قال قتادة:" أي ليس فيها ارتداد ولا رجعة، فلا صارف يصرفها، ولا دافع يدفعها "، وهذه الآية على غرار قوله تعالى في آية أخرى:{اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ}(الشورى: ٤٧)، قال ابن جرير:" الكاذبة " هنا مصدر، كالعاقبة والعافية.
وقوله تعالى:{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ}، معناه أنها تخفض أقواما وترفع آخرين، قال محمد بن كعب:" تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع رجالا كانوا في الدنيا مخفوضين ". وقال السدي:" خفضت المتكبرين، ورفعت المتواضعين "، وذلك لأن القيم المتعارف عليها بين الناس كثيرا ما يكون ميزانها مختلا، فلا يستقيم ميزان القيم على الوجه الصحيح إلا بين يدي الله.
وقوله تعالى:{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا}، إشارة إلى ما يعتري الأرض عند قيام الساعة من الاضطراب والحركة والاهتزاز طولا وعرضا، كقوله تعالى في آية أخرى:{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}(الزلزلة: ١)، وقوله تعالى أيضا:{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}(الحج: ١). كما أن فيه إشارة إلى ما يعتري رواسي الجبال الصلبة من نسف وتفتت يجعل الجبال عبارة عن فتات طائر في الهواء، كالهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت، والشرر الذي يقع منها فلا يبقى له أي أثر.
وانتقلت الآيات الكريمة إلى تحديد الأصناف التي سيكون