وجهركم كما قال تعالى:{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}(الرعد: ١٠) ".
ثم وجه كتاب الله خطابه إلى المؤمنين، داعيا إياهم إلى البذل في سبيل الله، والإنفاق مما رزقهم الله، مذكرا لهم بأن الرزق رزقه، والمال ماله، وإنما هو وديعة بين أيديهم استخلفهم فيها، ليبلغوها إلى أهلها، وليصرفوها في الوجوه المشروعة لصرفها، وذلك قوله تعالى:{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}، وقوله تعالى أيضا:{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
وتحدث كتاب الله عن الحالة التي يكون عليها المؤمنون في دار النعيم، وما أكرمهم الله به من نور يسعى بين أيديهم، وبأيمانهم، كما وصف كتاب الله الحالة التي يكون عليها المنافقون والكافرون في دار الجحيم، حيث يلتمسون النور دون جدوى، فلا يجدون بين أيديهم ولا من حولهم إلا ظلمات، بعضها فوق بعض، فقال تعالى في وصف المؤمنين السعداء:{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وقال تعالى في وصف المنافقين والكافرين الأشقياء: {يَوْمَ